اللعنة على الموسيقى
الجلوس يساوي سيل من الأفكار، الحنين، الاشتياق، والتأمل، فيما سيكون لو كانت هذه الحكاية، هل ستعيش معه في بلاده العربية الغريبة، منزل صغير، هاديء، تحيطه النباتات الخضراء الصغيرة في كل الزوايا، لإنه يحبها، هي تفضل اقتناء قط، على اقتناء نباتات تراها الحشرات مدينة ألعاب عملاقة، وهي بعينيها لا تستطيع رؤيتها إلا بالصدفة، عند التنظيف، أو حين يسود الظلام.
احضر لهًا قطًا، فكونها أجازت له اقتناء مدن ألعاب خضراء للحشرات، فاجأها بقط اسماه “نرجس” ليذكرهما كلاهما بنرجسيتهما بعد الخصام والجفاء، الجفاء الطويل قبل عودتهما المباركة أخيرًا إلى بعضهما البعض.
هاي؛ استيقطي، اللعنة على هذه الموسيقى، أعادت شريط ذكريات الألم والحب جميعها..
الحب، لا، الغرام، لا، اللهفة، أيضًا لا، كان شيءً أكبر من جميع ذلك، كانا روحً واحدة، جسداً واحد، منذ الصباح وحتى ما يليه من صباحات، لم يفترقا، كيف حدث ذلك؛ لماذا الصراخ؟ ما بك؟ أنت تعلم جيدًا بأنني كنت معه من قبل أن أعرفك! وتعلم جيدًا بأنه ما عاد يعنيني ولم يكن يعنيني، أنت فقط، أنت وحدك فقط..
صراخها تجاوز صراخه، مرت الساعات، ولم يزالا على حالهما، الألم أصبح لا يطاق، قالت لاتهاماته نعم، نعم كنت معه، ذهبت معه، ظننت بأنني أحببته وبأنه أحبني، ثم ماذا؟ هو هذا ما تريد سماعه.
صمت…
افترقا، لم تستطع رياح الشرقية بداخله تجاوز ما كان في ماضيها، فقرر الانفصال، عاد بعدها يطرق الباب، لم تجبه، اتصل، لم ترد، قرر السفر، سافر نحوها، أخبرها بأنه هنا، في هذه المدينة، أرجوكي، أود أن ألتقي بكِ، حسنًا.
التقيا، حملته هو رياح الاشتياق، وهي، لم تشعر بشيء..
إنها هذه الموسيقى، أعادت لها كل هذه الذكريات، اللعنة على الموسيقى!